ملك الأطباق التّونسية…بالقدّيد
يعود إعداد ملك الأطباق بمناسبة رأس السنة الهجرية إلى الفاطميين الذين كانوا حسب الروايات التاريخية أوّل من احتفلوا بذكرى الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة. ثمّ تبعهم الملوك الحفصيون في تونس
ويتمّ بهذه المناسبة إعداد الكسكسي لكن هذه المرة بالقدّيد ويطبخ خصيصا في “مقفول” مغلق وهو (إناء خاص) يرمز إلى غلق العام وتوديعه لاستقبال آخر
والقدّيد، هو عادة تونسية راسخة، ومنتشرة في كل المناطق، إذ يتم قطع أجزاء من لحم الخروف الذي يتوفّر بكثرة لدى معظم العائلات التونسية خاصة بمناسبة عيد الأضحى وتجفيفها تحت أشعة الشمس الحارقة مع إضافة الكثير من الملح
فالقديد إذن طريقة قديمة لحفظ اللحم من التلف وتخزينه في ظل عدم وجود الثلاجات في ذلك الوقت. والقدّيد معروف منذ عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، إذ إنّ أمّه كانت تأكله، وذلك حسب الحديث الشريف: « لست بملك، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد. »
وللقديد فوائد عديدة فهو غنيّ بالبروتينات ومطهر للأمعاء لاحتوائه على التوابل إضافة إلى رائحته التي يحبها الكثير والتي تفتح شهية الإقبال عليه