فطائر غمراسن: الصنعة المهاجرة

يوجد مهرجان ينتظم سنويا خلال عطلة الشتاء لعرض إبداعات أبناء غمراسن والجهات القريبة منها في صناعة الفطائر.
ويعتبر الباحثون أنّ صنعة الفطائر وليدة ظاهرة الهجرة. فعندما هاجر سكان تطاوين ومن بينهم أهل غمراسن للعمل بشمال البلاد وخاصة بالعاصمة تونس استنبطوا مهنة صنع الفطائر لتأمين مورد رزق ودخل مالي قار. وقد تميزوا بصنعة الفطاير رغم أنها صنّفت في تلك الفترة من المهن الهامشية ومهن البرانية « الخسيسة » كالفحاّمة والطبّاخة والخضّارة والحمّالة… وذلك مقارنة بالمهن الحضرية الراقية كصناعة الشاشية والعطور .
مع مرور الوقت، ونتيجة الإقبال الهام عليها، أخذت هذه الصنعة تتركّز بالعاصمة وبالمناطق القريبة منها، وتتوسّع تدريجيا نحو المناطق الشمالية الغربية للبلاد المتاخمة للحدود الجزائرية (باجة وماطر). ثمّ وانطلاقا من البوّابة، استطاع الغمراسني اكتشاف أسواق جديدة في المدن الشمالية للجزائر ووصولا إلى وهران.. ثم واصل حتى بلغ المغرب وليبيا. وانتصب كذلك بفرنسا حيث يذكر أن اثنان منهما انتصبا بمدينة مرسيليا.
والفطائر هي جزء من المطبخ العربي تحتوي عادة إما على لحم أو تكون محشية بالسبانخ أو الجبن. لكنها مختلفة في تونس حيث تصبح أكلة حلوة وصباحية على خلاف نظيراتها بباقي الدول العربية

Recent Posts

Add a Comment

Your email address will not be published.