الصحن التونسي: طبق ابتدعه اليهود وطوّره التونسيون

تركت الأقليات اليهودية التي مرّت بتونس بصمة واضحة في عادات التونسيين وموروثهم الثقافي طالت المطبخ التونسي.

فالصحن التونسي كان من بين مجموعة الأكلات التي اشتهرت مع يهود تونس الذين امتهنوا « الكسكروت » أو « السندويتش »، حيث كانوا يعرضونها ويبيعونها (هذه المأكولات) للمارة في الشارع. ومن أشهر اليهود الذين برعوا في إعداد هذه الوجبة « مالينو » الذي كان يملك في سبعينات القرن الماضي محلا وسط العاصمة تونس. وقد كان يعتمد في إعداده على الخبز الطليان الجديد والساخن.

ولا يزال بعض اليهود يقدّمون هذه الوجبة وبعض الأكلات الشعبية الأخرى إلى حرفائهم ومنهم لولوش جاكوب الذي يدير مطعما شعبيا بضاحية حلق الوادي. فما يميّز المطبخ اليهودي أنه سهل التحضير كما أنه غير مكلف لاعتماده على الخضر. كما أنّه يباع في المطاعم وبأسعار عادية.

مع مرور الوقت، أخذت أكلة الصحن التونسي في التطوّر والرّواج لتصبح الأكلة الخفيفة المميّزة للبلاد التونسية وإحدى أشهر وجباتها الشعبية. وهي مفضّلة لدى التونسيين باختلاف طبقاتهم الاجتماعية نظرا لمكوّناتها المشكّلة بتناسق من خضروات وبيض وزيت زيتون ومخللات، إضافة إلى سعرها الذي هو في متناول الجميع.

وتفنّن التونسيون في هذه الأكلة بإدراج مكونات تتراوح بين السلطات التقليدية والشهيرة (السلطة الخضراء والمشوية وأمك حورية)، مع إضافة بيضة مسلوقة وتنّ وزيت الزيتون وحبات الزيتون والليمون والفلفل والهريسة. وبذلك تتشكّل داخل الصحن ألوان جميلة وزاهية تسيل لعاب المارة الذين يصطفون أمام المحلات للحصول عليها.

Recent Posts

Add a Comment

Your email address will not be published.