خريجو الجامعات عمال في المطاعم

كثيرا ما يجد جريجو الجامعات الجدد أنفسهم بين خيارين: إما الترفّع عن قبول أي وظيفة والانتظار الذي قد يطول لسنوات، أو القبول بوظيفة تلبّي نفقات الدراسة والأكل والسكن ومساعدة الأهل أحيانا. لذا لم يعد غريبا أو مستهجنا أن ترى طلبة الجامعات أو حاملي الشهادة العليا يعملون في المطاعم ويقومون بمختلف أعمال التنظيف والتوزيع والتحميل وغيرها.
فالأوضاع الاقتصادية المتردية وقلة فرص العمل اللائقة، والإحباط الذي يصيب خرّيجي الجامعات من وجود عمل مناسب يتماشى وشهادتهم العلمية، وندرة مناظرات الانتداب، وإخلال أصحاب الشركات الخاصة بالالتزام بتوظيفهم، جعلت الكثير منهم يتّخذون العمل بالمطاعم كمهنة لتأمين دخل يسدّ الحاجة ويؤمّن كرامتهم. لذلك أصبح العمل بالمطاعم بالنسبة إليهم أمرا عاديا في ظل عدم وجود فرص بديلة تناسبهم، وهم يعتبرون ذلك بمثابة المرحلة المؤقتة إلى حين الحصول على فرصة عمل تتماشى مع مجال دراستهم.
الفتيات مرغوبات أكثر بالمطاعم
بالنسبة إلى أصحاب المحلات تعدّ الفتيات ورقة رابحة لأنّ أجورهن منخفضة ويقبلن بسرعة بظروف العمل وقادرات على تحمّلها أكثر من الشباب الذكور.
خدمة التوصيل أو « الديلفري »
اتخذ كثير من الشبان خدمة توصيل الأطعمة أو « الديلفري » فهي تؤمّن لهم دخلا محترما بالإضافة إلى ما يحصلون عليه من مكافأة أو « قهوة » بالتونسي أو إكرامية وبقشيش في مصر وبباقي الدول العربية الأخرى.
فبعدما أن ضاقت بهم السبل في إيجاد عمل في اختصاهم التجأ بعضهم إلى تداين ثمن دراجة نارية وبدؤوا عملهم في توصيل الطلبات وذلك بعد وضع رقم الهاتف والخدمات التي يقدمها على صفحات التواصل الاجتماعي. ثم اخذوا تدريجيا في إيصال طلبات الطعام إلى المنازل ومقرات العمل أو أي سلعة يريدها الزبون وخاصة النساء. ثمّ ومع مرور الوقت، تزايد تعامل الناس مع هذه المهنة إلى اليوم. وهي مهنة لا تحتاج إلى خبرة وتعطي ربحا جيدا وسريعا. لكنها مهنة تبقى مرحلية بالنسبة إلى الجامعيين.

Recent Posts

Add a Comment

Your email address will not be published.